الخميس، 10 فبراير 2022

عصير | مقدمة ترجمة كلية اللاهوت الحبريّة

مقدمة ترجمة كلية اللاهوت الحبرية - جامعة الروح القدس الكسليك - الكتاب المقدس العهد الجديد - لبنان ١٩٩٢

غلاف النسخة:

الغلاف الداخلي:
القائمين على النسخة:


طائفة الكاتب: الكاثوليكية

اضغط هنا للحصول على الوثائق

توضيح
:

اقتطاع الاقتباس دون إخلال بالمعنى 
(...)
من النسخة نفسها في النص الأصلي ...
اقتباس الكاتب نفسه بين (" ")


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

-----

لغة يسوع ولغة كتابة الإنجيل:

"وقد تكون اللغة العربية من أفضل اللغات، التي يُنقل اليها الكتاب المقدّس، لأَنها لغة سامية، أخت العبرية، وأخت لغة يسوع الآراميّة، وما الانجيل اليوناني سوى نوع من النقل عن الآرامية"

ترجمة كلية اللاهوت الحبرية جامعة الروح القدس - الكسْليك لبنان ١٩٩٢ الكتاب المقدس العهد الجديد مقدمة عامة صـ ي (هكذا وردت في الأصل)

-----

عدم ذكر اسم الرب:

"ويُحجِم اليهوديّ عن ذكر اسم يهوه، احتراماً له، فيدعوه السيّد، والعليّ، والرحمان، والسماوات، والاسم، والمجد"

ترجمة كلية اللاهوت الحبرية جامعة الروح القدس - الكسْليك لبنان ١٩٩٢ الكتاب المقدس العهد الجديد مقدمة عامة صـ ١٣

قلتُ: أدّى هذا إلى ضياع نطق الاسم واشتقاقه ومعناه اللغوي وصار يُستبدل بأدوناي وكل هذا مبني على نص الخروج ٢٠: ٧

راجع المدخل لشرح الإنجيل بحسب القديس يوحنا دراسة وتحليل تأليف الأب متي المسكين دير القديس أنبا مقار ٢٢٠: ٢٢٢

-----

عرّفنا يسوع أن إله اليهود اسمه الآب:

"١- إلهُه يَهْوَه
هو الله الواحد، الصالح، الحيّ، القدّوس، الخالق، القدير، العالم، المخلّص:
أقام العهدَ الأول مع شعبه القديم، على يد موسى الكليم، فكان عليه أن يحمي شعبه، وكان على شعبه أن يطيعه، ويحفظ شريعته ويُحجِم اليهوديّ عن ذكر اسم يهوه، احتراماً له، فيدعوه السيّد، والعليّ، والرحمان، والسماوات، والاسم، والمجد
ثمّ أقام الله عهداً ثانياً جديداً أبدياً، على يد يسوع المسيح، وفي ملء الزمن، فعرّفنا ان اسم الله الحقّ هو الآب."

ترجمة كلية اللاهوت الحبرية جامعة الروح القدس - الكسْليك لبنان ١٩٩٢ الكتاب المقدس العهد الجديد مقدمة عامة صـ ١٤

قلتُ: راجع نص يوحنا ٨: ٥٤

-----


أعياد اليهود:

"٦- أعياده
السبت يوم راحة وصلاة. يبدأ مع غروب شمس الجمعة، وينتهي مع غروب شمس السبت. الراحة تامّة يوم السبت، والجمعة يوم تهيئة يُعِدّ فيها الإسرائيليّ كلّ ما يحتاج اليه يوم السبت.
تذكُر التقاليد اليهودية الأربعة الإِلوهيّ واليَهْوِيّ والكهنوتي والتشريعي الأعيادَ الكبرى القديمة الثلاثة (خر ٢٣؛ ٣٤؛ تث ١٦؛ اح ٢٣):
عيد الفصح، عيد حصاد الشعير في نيسان، وذكرى خروج الشعب من مصر على يد موسى. يبدأ 14 نيسان. يُؤكَل حمل أو جَدْي مَشويّ، وتُؤكَل أعشاب مرّة، وخبز فطير، وتُدار الخمرة أربع مرّات على الآكلين، ويُذكَّر بالخروج من مصر، وتُتلى مزامير شكر (مز 112 - 118)
وعيد العنصرة، أو الأسابيع، أو الخمسين، لأنه يقع في اليوم الخمسين بعد عيد الفصح، وهو عيد حصاد القمح، وذكرى العهد في سيناء بين الله والشعب على يد موسى، وذكرى إعطاء التوراة.
وعيد المظالّ، عيد الغلال في الخريف، وبنوع أخص الكرمة والزيتون، وذكرى سكن الشعب تحت الخيام في الصحراء أربعين سنة.
أما الأعياد المتأخرة فهي:
عيد رأس السنة الدينية (اح ٢٣/ ٢٤؛ حز ٤٠/ ١)
وعيد الكفّارة (اح ١٦؛ ٢٣/ ٢٧- ٣٢)
وعيد البُوريم (اس ٩)، ذكرى خلاص الشعب على يد الملكة استير.
وعيد التجديد (١ مك ٤/ ٥٩)، ذكرى تدشين الهيكل من جديد، أيام المكابيين.
ويوم نِكانُور (١ مك ٧/ ٤٩)، ذكرى موت قائد الملك المُضطهِد انطوكيوس ابيفانيوس.
احتفل يسوع في حياته بتلك الأعياد جميعها. ويُظهر لنا الانجيل الرابع يسوع دوماً في أورشليم، في الهيكل، بمناسبة الأعياد اليهودية الكبرى، مشاركاً فيها، شارحاً معانيها، وداعياً الى بشارته الجديدة وعيده الجديدة."

ترجمة كلية اللاهوت الحبرية جامعة الروح القدس - الكسْليك لبنان ١٩٩٢ الكتاب المقدس العهد الجديد مقدمة عامة صـ ١٥؛١٦

-----

فئات اليهود (اليهود الصدّوقيّون لا يؤمنون باليوم الآخر):

"٧- فئاته 
أ- الفرّيسيون
كهنة وغير كهنة. يمتازون بمعرفة دقيقة لما تُتعلّم التوراة، وبتَقيُّد دقيق بهذه التعاليم، كالحافظ على السبت، والطهارة الشرعية، وتأدية الشعور ... يطغى الفهم الحرفيّ لديهم، والفعل الخارجيّ، على الشعور الدينيّ الروحيّ. يتعالَون على الآخرين، ويَعيبون على يسوع مخالطةَ الخطأة، وانتهاكَ شريعة السبت. يؤمنون باليوم الآخِر، وبخلود النفس، وبَعْث الأجساد، والثواب والعقاب، ويتوقّعون مخلِّص إسرائيل. لا يرَون حمل السلاح ضدَّ رومة مُجدِياً. يَثِق الشعب بهم.
ب- الصدّوقّيون
مُعظَمهم أحبار وكهنة وأثرياء. محافظون، راضون عن الحكم الروماني، وعن وضعهم الدنيويّ، ساهون عن ملكوت الله. لا يؤمنون باليوم الآخِر، وبخلود النفس، وبَعْث الأجساد، والثواب والعقاب. الشعب لا يحبّهم.
ج- الكتبة
علماء التوراة. ليسوا كهنة، بل علماء تعمّقوا في درس الكتب المقدّسة وشرحها للناس، ونسخها، ونشرها وتوزيعها.
د- الشيوخ
كان يُطلَق هذا اللقب على الأبكار الذين يَخلِفون آباءهم في رئاسة الأُسرة، وعلى أصحاب المراكز السامية. أشرك موسى معه في الحكم والقضاء سبعين شيخاً، جعل الله عليهم روح الحكمة والفهم، وعلى مثالهم صار المجلس الأعلى اليهوديّ مؤلَّفاً من سبعين شخصا، ما عدا الحبر الرئيس. هم يمثّلون جميع الفئات والعائلات، وهم رُؤوس العائلات والأسباط، وأعوان الأمَّة، يماسون أعمالاً دينية ومدنيّة، ولهم حقوق وإِنعامات شرعية خاصّة.
وكان في الكنيسة المسيحية الأولى شيوخ يشتركون مع الرسل في سياسة الكنيسة وتنظيمها، ويشرفون على ادارة الكنائس المحليّة، ويقومون بمسؤولية الخدمة الروحية، وتنفيذ تعاليم الكنيسة وتعليم أبنائها. وهم أشبَهُ بالكهنة والأحبار الأساقفة في أيّامنا.
ه- الغلاة
ناقمون على الحكم الروماني، عاملون ضده في الخفاء، وبوسائل العنف والقتل. ولذلك دعاهم الرومان لصوصاً. منهم برأبّا، والمصلوبان مع يسوع، وقد يكون منهم الرسولان سمعان الغيور، ويهوذا الاسخريوطيّ.
و- الهيرودسيّون
مُوالُون لأُسرة هيرودس الحاكمة، مُوالُون للرومان. هم نقيض الغلاة.
 ز- الحِسَّانيون أو القُمرانيون
هم جاعة نُسكية رهبانية تكوّنت، في منتصف القرن الثاني قبل المسيح، على ضفّة البحر الميت الغربية. كان الحِسَّانيون ثورة روحية على السلطة اليهودية الروحية القائمة، وهي ثورة نابعة من صفاء روحانية العهد القديم، وذروة ما بلغته تلك الروحانية، عبر الأجيال. وكان الحسّانيون أيضاً متأثّرين بأفكار فلسفية ودينية دخيلة استهوت القلوب والعقول، فاستمالوا الألوف من المؤمنين اليهود.
لا ذكر للحسّانيين في الكتاب المقدّس، لا في العهد القديم ولا في العهد الجديد، ولكنّ يوحنّا المعمدان ويسوع وتلاميذه أقرب إلى روحانيّتهم منهم الى روحانيّة الفكر اليهوديّ الرسمي المعاصر لهم.
دُمِّرت قمران سنة ۷۰، فلم يَعُد لها ذكر في التاريخ، الى أن بُعِثت من تحت الأنقاض سنة ۱۹۹۷. وقد اكتُشِف فيها اتّفاقاً احدى عشرة مغارة تحوي نُسَخاً كتابية، ومؤلفات عديدة، وقانون تلك الجماعة ونظامها الداخلي. وأنقاض الدير الكبير تشهد على ازدهار تلك الجماعة.
جماعة قران حلقة روحيّة بالغة الأهمّيّة، فاصلة بين العهدين القديم والجديد.
ح- التيارات الرؤيوية
على أثر اضطهاد انطيوكس العنيف، في القرن الثاني قبل المسيح، نشأت نظرة لاهوتية، مستندة إلى نظرة كتابية عريقة، تستخدم الرُّؤَى الخارقة، لتعبّر بها عن ثقتها بأن الله لن يتأخّر تدخُّلُه لإِنصاف شعبه المظلوم، وإحلال ملکوته النهائيّ، وإنهاء الكوارث والبلايا.
وتفاقمَ الشرّ في القرن الأول قبل المسيح، فجَدَّ في عقول الناس أَنَّ مجيء مسيح عاديّ لن يقوى على إنصاف شعبه، بل يجب مسیحٌ فائق الطبيعة، سماويّ إلهيّ، غير قابل للألَمِ والموت، وأقوى من الألم والشرّ، فينسف النظام الكونيّ القائم، ويخلق عالماً جديداً.
وقد كان لهذه التيّارات الرُّؤْيَوِيّة أعمق الأثر في نفوس المؤمنين اليهود المعاصرين ليسوع."

ترجمة كلية اللاهوت الحبرية جامعة الروح القدس - الكسْليك لبنان ١٩٩٢ الكتاب المقدس العهد الجديد مقدمة عامة صـ ١٦: ١٨

-----

يسوع لم يكتب شيئا:

"ما كتب يسوع، ولا أملى، بل أودع تعاليمه وأعماله ذاكرة التلاميذ."

ترجمة كلية اللاهوت الحبرية جامعة الروح القدس - الكسْليك لبنان ١٩٩٢ الكتاب المقدس العهد الجديد مقدمة عامة صـ ٢٠

-----

المخطوطات والبرديّات:

"ثالثا: الإنجيل في المخطوطات
لم تَصِل الينا المخطوطات الأصل، بل نسخات أو نسخات نسخات، وكلّها باليونانية. يُقدَّر عدد المخطوطات بخمسة الاف:
منها ما يعود إلى القرنين الثاني والثالث، وهو مكتوب على الورق البردي.
لم يبقَ من هذه المخطوطات سوى أجزاء، لأن البَرْدِيّ سريع العطب، وأهمها البرديّ ٥٢، أصغر هذه المخطوطات وأقدمها (أوائل القرن المسيحي الثاني).
ومنها ما كُتِب ما بين القرن الثالث والحادي عشر، وهو مكتوب على جِلْد، وعدده حوالي ۲٥۰ مخطوطة تُدعى المُجَلَّدات الكُبرى، وأهمّها خمسة:
المُجَلَّد الفاتيكاني: يعود إلى القرن الثالث، وهو محفوظ في الفاتيكان.
والمُجَلَّد السِّينائي: يعود إلى القرن الثالث، وهو محفوظ في المتحف البريطاني، في لندن.
والمُجَلَّد الاسكندريّ: يعود إلى القرن الخامس، وهو محفوظ أيضا في المتحف البريطانيّ.
والمُجَلَّد الأفراميّ: يعود إلى القرن الخامس، وهو محفوظ في باريس.
والمُجَلَّد الغربيّ: يعود إلى القرن السادس، وهو محفوظ في كَمْبرِدْج، في انكلترّة.
ومنها ما يُعرف بالمخطوطات الصُّغرى، وهي مكتوبة على الورق الدِّمَشْقيّ، ويعود أقدَمُها الى القرن العاشر."

ترجمة كلية اللاهوت الحبرية جامعة الروح القدس - الكسْليك لبنان ١٩٩٢ الكتاب المقدس العهد الجديد مقدمة عامة صـ ٢١؛٢٢

قلتُ: هناك خلاف حول تأريخ زمن المخطوطات الكبرى، ولكن الأرجح أن المخطوط السينائي والفاتيكاني يعودان للقرن الرابع

-----

الاختلافات النصية وأهمية النقد النصي:

"بين نصوص المخطوطات فوارق عائدة الى النّسّاخ، الى سَهْوِهم أو إصلاحاتهم. ويرمي علم (النَّقْد النَّصِّي) إلى تعيين النص الأصلي مستعينا بالمخطوطات، وبالترجمات القديمة من سريانية ولاتينية وقبطية وأرمنية، وبنصوص الانجيل الواردة في مؤلَّفات آباء الكنيسة الأقدمين، وفي بعض نصوص الأَناجيل المنحولة.
ويُجمع علماء اليوم، بعد ١٥٠ سنة من العمل الجِدِّيّ، على نَصًّ يونانيّ موحَّد للعهد الجديد، وإِن وُجِدَ خلاف فعلى نحو ١٥ قراءة، وهذا دليل واضح على سلامة النصوص الإِنجيلية. وان نُقارِنْ فأَقدم مخطوطة لمؤَلَّفات افلاطون (٤٢٧ - ٣٤٨) تعود الى سنة ٨٩٥!
وفي انتظار العثور على مخطوطات أقدم وأسلم تبقى نشرة (آلانْد) ورفاقه: (العهد الجديد اليوناني)، أفضل نشرة علميّة للنصوص الإنجيلية."

ترجمة كلية اللاهوت الحبرية جامعة الروح القدس - الكسْليك لبنان ١٩٩٢ الكتاب المقدس العهد الجديد مقدمة عامة صـ ٢٢

قلتُ: لم يُجمع علماء النقد النصيّ على نص موّحد حتى الآن والمشاكل النصيّة التي يحتار فيها العلماء أكثر مما يحاول الكاتب إيهامه للقارئ ومحاولة مقارنة نص كتاب يقدّسه مليارا إنسان بكتب فلاسفة كأفلاطون محاولة يائسة فليس هناك وجه للمقارنة فليس هناك أحد يقدّس كتب افلاطون وليس هناك داعٍ لتحريف كتاب لا يقدّسه إنسيٌ واحد كما أن فترة قرنين مع تحريف من الهراطقة (كما قال أمبروسيوس وديونيسيوس) تصبح أسوأ من ١٠ قرون من عدم التحريف، أما قوله أننا ننتظر مخطوطات أقدم فهذا يعني أننا نتوقف عند معرفة شخص يسوع في إيمان كنائس القرن الثالث والرابع أما يسوع القرن الأول والثاني فلا زلنا ننتظر.

-----

لا نعلم المصادر التي اعتمد عليها لوقا:

"خامساً: الفَنّ الأدَبيّ الإنجيْليّ
في العهد الجديد ثلاثة فنون أدبية كبرى: الانجيلي، والرسائلي، والرُّؤْيَوِي، ولكلٍّ أسلوبه.
يمتاز الفنّ الانجيلي، في ما يمتاز، باثنين:
أوّلاً باعتماده على معطيات تقليدية، عرفتها الجماعة المسيحية الأولى، وبشَّرت بها، ودافعت عنها.
ثانياً بكونه عملاً مشتركاً قام به أشخاص عديدون من الجماعة المسيحية، بعضهم نعرف اسماءهم وبعضهم لا نعرف (لو ١/١ - ٣)."

ترجمة كلية اللاهوت الحبرية جامعة الروح القدس - الكسْليك لبنان ١٩٩٢ الكتاب المقدس العهد الجديد مقدمة عامة صـ ٢٣

-----

شرح للمشكلة الإزائية والحلول المقدَمة:

"سابعا: مُشكلة الأناجيْل الإزائيَّة
١- الواقع الإِزائيّ
منذ بدء الكنيسة تَنَّبه العلماء الى تشابه الأناجيل الثلاثة الأولى، فالى إِمكان كتابة النصوص المتشابهة في أعمدة متوازية، ولهذا سُمِّيَت (الأناجيل الإِزائيَّة).
وترى ما هو مشترك بين آيات هذه الأناجيل، وما هو خاصّ بكلّ واحد منها، في المقارنة التالية:

وترى التشابه والتباين في أقسام الأناجيل الإِزائيَّة: هذه الأقسام أربعة في هذه الأناجيل: إعداد بشارة يسوع على يد المعمدان، وبشارته في الجليل، وصعوده الى أورشليم، وبشارته في أورشليم وموته وقيامته. انّما يختلف ترتيب هذه الأقسام داخلياً من انجيل الى انجيل.
ويظهر التشابه والتباين أخيرا في التعبير، في المفردات ونصوص الآيات.
٢- الحلول
الواقع الإِزائي أثار مُشكلة: كيف نشرح التشابه والتباين؟
تتعدد حلول الشرّاح، وأبرزها:
أ- استقى الإِزائيّون مصدر شفهي واحد، وتفرّد كلٌّ منهم بعرضه عرضاً خاصّا مستقلّا، فكان تشابه وتباين.
هذا الحلّ لا يشرح وجود مقاطع عديدة، تصل الى ٥٠ مقطعاً أحياناً، في سياق واحد، وتتابع مشابه يفوق قدر الذاكرة على حفظ ذلك المصدر الشفهيّ الواحد!
ب- استقي الإزائيّون بعضهم عن بعض، وتفرّد كلٌّ منهم بنوع العرض. ظلَّت هذه النظرية سائدة منذ القرون المسيحية الأولى حتى القرن الثامن عشر.
ج- استقى متَّى ولوقا من مصدَرين أساسيَّين، هما مرقس ومصدر آخر مفقود، وذلك وَفْق المخطّط التالي:


لكن مرقس، وان بدا أحياناً أقدم من متّى ولوقا، فهو لا يخلو من تأثّر مباشر برسائل القديس بولس، ومن بعض تعديل، مُلاءَمةً للذّهنية الإِغريقية اليونانية. بينما يحتفظ متّى ولوقا بطابع ساميّ أصيل، قد يكون دليلاً على أنّهما عَرفا مرقس في حالة أقدم من حالته الحاضرة.
والمصدر الثاني المفقود، يبقى الخلاف على تحديده، وليس من اتّفاق على وصفه.
د- استقي الإِزائيّون الحاليون من ثلاثة أناجيل سابقة: متّى السابق، ومرقس السابق، ولوقا السابع. وهؤلاء قد استقوا بدورهم من أربعة مصادر سابقة.
مصدر يحوي كلمات الرب يسوع وأعماله، من عماده حتّى قيامته، وقد كُتِبَ بالآرامية، في وَسَط يهوديّ مسيحيّ. هو المصدر الأساسيّ لمتَّى السابق.
المصدر نفسه مترجَماً الى اليونانية، ومفسَّراً في وَسَط يونانيّ مسيحيّ. هو المصدر الأساسيّ لمرقس السابق.
مصدر خاصّ عريق في القِدَم، كُتِب في وسط فلسطيني. هو المصدر الأساسيّ للوقا السابق، خصوصاً في قصّة الآلام والقيامة.
مصدر يحوي كلمات للرب يسوع، أخَذَ عنه متّى ولوقا، كلٌّ على طريقته. هذه المصدر السابق لم يعرفه مرقس السابق.
كلٌّ من الحلول الثلاثة الأُولى لا يشرح شرحاً كاملاً كلَّ مواطن الشبه والخلاف، وان تشرح كلًّها أكثرَ هذه المواطن. ونظلّ بحاجة الى معلومات أوفى، وأَدِلَّة أثبت، لحلّ المشكلة الإزائية حلاً دقيقاً مُقنِعاً. أمَّا الحلُّ الرابع، وهو للأب بوامار، فيبدو دقيقاً مُقنِعاً أكثر من جميعها."

ترجمة كلية اللاهوت الحبرية جامعة الروح القدس - الكسْليك لبنان ١٩٩٢ الكتاب المقدس العهد الجديد مقدمة عامة صـ ٢٥: ٢٧

قلتُ: يميل معظم علماء النقد الكتابي إلى الحل (ب)

-----

أصل الأناجيل بدون إصحاحات أو أعداد:

"اصْطلاحَات وَايضاحَات
١- ليس في الانجيل أصلاً تقسيم الى فصول وآيات، ولا فواصل، ولا عناوين."

ترجمة كلية اللاهوت الحبرية جامعة الروح القدس - الكسْليك لبنان ١٩٩٢ الكتاب المقدس العهد الجديد مقدمة عامة صـ ٣٠

-----

وشكرًا

هناك تعليق واحد: