السبت، 12 فبراير 2022

عصير | مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول البشائر الأربع تأليف البابا تواضروس الثاني الطبعة الثانية ١٧ مارس ٢٠١٣ - الناشر بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة وكلية القديس أثناسيوس الرسولي الإكليريكية بدمنهور

صورة الغلاف:

الصورة الداخلية:

معلومات الطبعة:


طائفة الكاتب: الأرثوذكسية

اضغط هنا للحصول على الوثائق

توضيح:
(...) اقتطاع الاقتباس دون إخلال بالمعنى
... من النسخة نفسها في النص الأصلي
اقتباس الكاتب نفسه بين ("")


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

-----

لم يأت يسوع لكتابة أي كتاب:

"لم يأتِ ربنا يسوع المسيح ليكتب الكتاب المُقدَّس، أو أي كتاب آخر، ولكنه تجسّد وعلَّم وصُلِبَ ومات ثم قام وأكمل عمل خلاص الإنسان في الكنيسة التي هى جسده الإلهي المُتأنِّس ذاته، ثم صَعِدَ للسموات وأرسل لنا الرُّوح القُدُس يوم العنصرة."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ١٠

-----

الكتب (النقدية) المساعدة في دراسة الكتاب المقدس:

Commentaries"ثانياً: التفاسير
(...)
٥- سلسلة وليم باركلى (مُترجمة) - دار الثقافة (كل الأسفار).
٦- سلسلة التفسير الحديث للكتاب المقدس (مُترجمة) - دار الثقافة (معظم الأسفار).
(...)
Dictionaries رابعا: القواميس
(...)
قاموس الكتاب المقدس.

معجم اللاهوت الكتابي - دار المشرق - بيروت (
۱۹۸۹م) – مترجم.
دائرة المعارف الكتابية (٨ أجزاء) دار الثقافة القاهرة (
۱۹۸۹م). وموجودة على اسطوانة مدمجة."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ١٣: ١٥

-----

إعلان الأنبياء عن عمل المسيح فيه نقص وتقصير:

"السؤال الآن: هل يتساوى العهدين في الإعلان عن عمل المسيح؟
الإجابة على هذا السؤال هي: نعم، لا.
نعم: يتساويان في "موضوع الإعلان"
فالله الذي أعلن في القديم هو الذي أعلن في الجديد، وهو الذي أجرى
أعماله العظيمة في العهدين...فالذي يربط العهدين ليست النبوات ولا
المواعيد، ولكن الذي يربط العهدين هو الله نفسه لأنه "عامل".
لا: يختلفان في "كيفية الإعلان"
جاء الإعلان الكامل في الابن. أما إعلان الأنبياء ففيه نقص وتقصير فالإعلان واحد في العهدين لأنه إعلان الله لنفسه فادياً ومخلِّصاً
، ولكنه إعلان متفاوت إذ وصل سموّه الكامل في المسيح يسوع ربنا."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ١٩؛٢٠

قلتُ: القول بالتقصير هو إلزام لأصحاب الاعتقاد بالتثليث والتجسد والصلب والفداء والخطية الجدّية فهم لا يَجدِون في العهد القديم (ولا في العهد الجديد) ما يدل على إيمان الأنبياء بتلك العقائد، بناء على ذلك فمن يلتزم بالعقائد التي يتكلم عنها الكتاب بعهديه لن يشعر بنقص في إعلان الأنبياء.

-----

مسيح الكنيسة هو نفسه المسيح التاريخي(؟):

"والملاحظة في كل الفقرات التي تتحدث عن "الكرازة" وغالباً في الإنجيل فإن محتوى الكرازة أو موضوعها الأوحد هو "الأخبار السارة عن الملكوت" وأفضل الأمثلة نجدها في:
عظتان للقديس بطرس الرسول: (أع
٢: ١٤-٤١، ٣: ١١-٢٦).
عظتان للقديس بولس الرسول: (أع ١٣: ١٦- ٤٣، ١٧: ٢٢-٣١).
ومحور هذه العظات أن السيد المسيح -المسيح التاريخي- صُلب وقام كما في الكتب، وأنه. المسيا المنتظر. يجب نقبله بالإيمان والتوبة. ومع ملاحظة أن كل عظة تفتح وتختم بالتوبة والإيمان بأن يسوع المسيح رب ومًخلِّص."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٢١

"إننا يمكن أن نجمل ما سبق في أن الإنجيل كان هدفه "رعويا" لتعميق إيمان المسيحيين أنفسهم إذ يرسم الخط الذي يربط بين مسيح التاريخ والمسيح الرب، أي بمسيح الكنيسة الذي يستمر فيها - تجسد الكلمة.."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ١٦٧

قلتُ: أدرجتُ هذا الاقتباس لأن فيه إقرار من البابا بوجود مبحث يسوع التاريخي ((The Historical Jesus.

-----

التوراة والإنجيل في القرآن مرادفات للعهد القديم والجديد؟:

"وقد جاء في القرآن في سورة آل عمران: "وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس" فجعل التوراة مرادفاً للعهد القديم، والإنجيل مرادفاً للعهد الجديد على سبيل إطلاق الجزء على الكل."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٢٤

قلتُ: آثرتُ أن أرّد على هذا الاقتباس بالإضافة إلى أنه قد يفيد في تبيان جهل كبار باباوات النصارى (وإن شئت قُل افتراءاتهم) في تعاملهم مع المصادر الإسلامية ونرد فنقول: أمّا التوراة فالقرآن والسنة مبيّنتان لكونها التوراة المنزلة على سيدنا موسى أمّا القول بأن اللفظ خاص يراد به عام فهذا لم يقله أحد من علماء المسلمين ولم يأت لا في القرآن ولا في السنة فمن أين أتى به البابا؟ فالقرآن والسنة لم يذكرا أبداً أن هناك عهدين يسميّان بالعهد القديم والجديد فهذا من كيسه وتحميل للآيات ما لا تتحمله أما في القرآن فيقول الله جلّ وعلَا في سورة الأعراف الآية ١٤٥: "وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ" والمقصود هنا هي ألواح التوراة يقول القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن طبعة مؤسسة الرسالة الجزء التاسع صفحة ٣٢٨: " قوله تعالى وكتبنا له في الألواح من كل شيء يريد التوراة." وورد في صحيح مسلم حديث رقم ٢٦٥٢ حديث آدم عليه السلام مع سيدنا موسى وقوله له: "كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ" وهذا ما يرفضه النقاد من النصارى وهو كون الأسفار الخمسة الحالية التي ينسبها التقليد إلى موسى عليه السلام أن تكون منّزلة من السماء بل هي تجميع لاحق من مصادر شتّى (راجع كتاب من كتب التوراة تأليف معاذ عليان ومحمود عليان ص ٥٥: ٨٩) أمّا فيما يخص الإنجيل فقد قال ربنا سُبحانه في محكم آياته حكاية عن عيسى عليه السلام في سورة مريم الآية ٣٠: "قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً" فالإنجيل كتاب آتاه الله للمسيح وقال أيضا في سورة الحديد الآية ٢٧: "ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ" فالإنجيل بنص القرآن وإجماع المسلمين نزل على عيسى عليه السلام وهذا ما أشار إليه علماء النصارى مثل فهيم عزيز (راجع من كتب التوراة تأليف معاذ عليان ومحمود عليان ص ٢٠٣: ٢٠٩)

-----

أول ترجمة عربية للكتاب المقدس بعد الإسلام بأكثر من قرن:

"
ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة العربية:
أول ترجمة عربية ظهرت أواخر القرن الثامن الميلادي (بعد الإسلام بأكثر من مائة عام) قام بها يوحنا أسقف أشبيلية في أسبانيا. كانت ترجمة محدودة لم تشمل كل الكتاب ولم يكن لها الانتشار الكافي."

قلتُ: تُستخدم للرد على من شبهة اقتباس القرآن من كتب اليهود والنصارى (راجع كتاب هل القرآن الكريم مُقتبَس من كتب اليهود والنصارى تأليف الدكتور سامي عامري).

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٢٧


-----

الأسفار التي حذفها البروتستانت:

"عام ۱۹۹۳م نشر دار الكتاب المقدس الترجمة العربية الحديثة مضبوطة الشكل واللفظ والنص وطبع بها نصوص الأسفار التي سبق وحذفها البروتستانت."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٢٨

قلتُ: قد يستغرب البعض من هذا الاقتباس متسائلاً عن أهميته، ولكن قد لا تعلم أن عدد لا بأس به من عوام النصارى وحتى محاوريهم الكبار (بدون ذكر أسماء) ينكرون حذف البروتستانت للأسفار القانونية (الثانية).

-----

عمل الروح القدس في وحي الكتاب المقدس:

"ولكن: ما هو عمل الروح القدس في وحي الكتاب المقدس:
١- اختيار شخص الكاتب لإيجاد عزيمة للكتابة أو دافع داخلي.
۲- إمداد الكاتب بالحقائق مع ترك حرية الأسلوب اللغوي المستوى ثقافة الكاتب.
٣-
تنقية ما لديه من أخطاء وتكميل الناقص عنده من تاريخ وأحداث.
٤-
عصمة الكاتب من الخطأ أثناء الكتابة. أو السهو أو القصور.
٥- تشجيع الكاتب الإنجاز المطلوب تسجيله. حتى يكتمل العمل.

وهذا يعني أنه ليس هناك إلغاء في شخصية الكاتب"

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٢٩

قلتُ: قد يعبّر هذا عن عقيدة الأقباط بشكل مجمل.

-----

تأخُرّ الوضع النهائي لأسفار العهد الجديد على يد أثناسيوس الرسولي وأسفار منحولة تلقى رواجاً:

"انتشرت بعد ذلك المخطوطات والترجمات عبر القرون من خلال وسائل عديدة (انظر الجدول التالي) مع ملاحظة أن الوضع النهائي لكل أسفار العهد الجديد المعترف بها لم يتم إلا أواخر القرن الثالث الميلادي.
(...)
وتناقلت هذه الكتابات (الرسائل والأناجيل) بين مؤمني الكنائس حيث تكونت مجموعات غير كاملة لدى كنيسة.. واستغرق ذلك زمناً طويلاً للوصول إلى كل الأسفار التي تُشكِّل العهد الجديد.. وتم ذلك في أواخر القرن الثالث الميلادي.
كان هناك اختلاف بين بعض النسخ في الرسائل مع عدة أسفار غير قانونية مثل كتاب الراعي لهرماس..
وفي مدرسة الإسكندرية الشهيرة.. قام أوريجانوس (مع بداية القرن
الثالث) بمحاولة حل هذه المشكلة مُقسِّماً الأسفار إلى
:
- أسفار مُعتمدة.
-
وأسفار تحت البحث.
ولم يحسم الأمر إلا القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته الفصيحة عام ٣٦٧م حيث ذكر قائمة بالأسفار الإلهية المُعترف بها وهي التي استقرت عليها الكنيسة في جميع أنحاء العالم حتى يومنا هذا.
كان النقاش والاختلاف بين الشرق والغرب على:
١-
قانونية الرسالة إلى العبرانيين.. في الغرب.
٢- قانونية سفر الرؤيا النبوي.. .. في الشرق.

ولكن شخصية أثناسيوس الرسولي أثناء نفيه في فرنسا أثرت على قبول الغرب الرسالة إلى العبرانيين.. ثم سفر الرؤيا.. بحيث ضمها جيروم في ترجمته اللاتينية المشهورة للكتاب المقدس المعروفة "بالفولجاتا" سنة ۳۸۲م. كما استطاع أُغسطينوس أسقف هيبو Hippo أن يقنع مجمع هيبو سنة ۳۹۳م ثم أيضا مجمع قرطاجنة الأول والثاني (۳۹۷ - ٤١٩م) بقبول هذه الأسفار.
أمّا عن "القانون السرياني" ومدرسة أنطاكية فقد ظهرت عام ۱۷۰م ترجمة للأناجيل الأربعة الرباعي = اتفاق البشيريين وظلّ يُستخدم حتى عام ٤٣٠م وهو المفضل لدى الكنيسة السريانية. ولكن ظل هناك اختلاف حول بعض الأسفار خاصة سفر الرؤيا.. حتى عام ٥٠٨م قام مار فيلوكسينوس أسقف منج على نهر الفرات وترجم الكتاب المقدس عن اليونانية إلى السريانية وتضمنت تلك الترجمة الأسفار المعتمدة في قانوننا الحالي.
أثناء هذه الرحلة الزمنية الطويلة وجدت بعض المؤلفات غير القانونية بعض الرواج مثل:
إنجيل العبرانيين. أعمال بولس الرسول - الراعي لهرماس - رؤيا بولس الرسول - إنجيل بطرس - إنجيل نيقوديموس (يتضمن حادثة نزول المسيح إلى الجحيم) ... الخ."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٣٥: ٣٧

-----

لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة أو طرفة عين (قد يُفيد):

"إن كتابات البشائر الأربع ليس المقصود بها: الوصف الأدبي للمسيح، ولكن صورة تأملية.. فإن كتابة "سيرة يسوع" تعني رسم الوجه الإنساني لشخص يسوع، وهذا يفترض بالتالي فصل يسوع الإنسان عن يسوع الإله، وهذا مستحيل لأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٦٠

-----

كتبة الأناجيل استقوا من التقليد مادة الأناجيل:

"ولذلك فالأناجيل هي.. "الأيقونة الكلامية للسيد المسيح" وهي ليست من إبداع الإنجيليين، ولم يرسموها كموهبة منهم، ولكنها جاءت من التقليد الذي كانوا يعرفونه جيداً ويساهمون فيه، وقد استقوا من هذا التقليد مادة الأناجيل نفسها بإرشاد الروح القدس."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٦٠

-----

تاريخ تدوين بشارة مرقس:


"المرحلة الأولى.. تدوين الشارة:

وقد قام بها مرقس الرسول، إذ في شتاء ٦٤م حدث حريق روما الشهير وبدأ اضطهاد المسيحيون كمجرمين، وبدأ استشهاد كثيرين.. منهم بولس وبطرس عام ٦۷م."


مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٦٢

قلتُ: قارن هذا بما نقله متى المسكين من تقليد جيروم عن موت مرقس سنة ٦٢م (راجع الإنجيل بحسب القديس مرقس دراسة وتفسير وشرح أول وأقدم الأناجيل الأب متّى المسكين صـ ٣٥)

-----

متّى كُتب أولاً بالعبرية ثم نُقل لليونانية(؟):

"
كذلك كتب أيضأ قبل خراب أورشليم عام ۷۰م وذلك واضح من (مت ۱۰: ۲۳)، ولذا تعتبر بشارة متى بمثابة "طبعة جديدة لبشارة مرقس" مع مراجعة دقيقة. ويقال أن متى كتب أولاً بالعبرية (الآرامية) ثم نُقلت بعد ذلك لليونانية."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٦٤

قلتُ: "يُقال" هذه هو إجماع التقليد وهو ما نقله متّى المسكين في مقدمة تفسيره لإنجيل متّى وبدأ هذا الرأي عند بابياس ولكن القول بنقل نص الإنجيل العبري إلى نص يوناني هذا يخالف ما عليه جمهور النقّاد من أن النص الحالي لإنجيل متّى ليس ترجمة عن نص آرامي وإنما هو يوناني الأصل.

-----

الحوادث عن يسوع قبل سن الثلاثين قليلة جدا في البشائر كلها:

"والملاحظ بشدة أن " متى، ولوقا" يتحدثان عن فترة ميلاد المسيح وطفولته وهي الفترة التي أغفلها مرقس من قبل، وإن كانت الحقيقة تقول أن الحوادث قليلة جداً في الفترة ما قبل سن الثلاثين بصفة عامة في البشائر كلها.

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٦٤

ماذا عن الثلاثين السنة الأولى في حياة المسيح.. ليس فيها سوى قصة الميلاد والطفولة وزيارة أورشليم في سن
۱۲ سنة.. ؟ ..، وماذا عن الأربعين يوماً التالية للقيامة؟ (أع ٣:١) .. إن فترة الصمت (ما بين الطفولة والخدمة الجهارية (۱۲ - ۳۰ سنة)) تخص الله فقط.. أما البشيرون فقد أخبرونا بحياة المسيح التي تخص خلاصنا من العبودية للخطية والموت."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٧٨

قلتُ: إذا كانت الفترة الأولى خاصة بالله فقط فماذا كان الداعي من أن يعيشها؟ كان يمكن أن ينزل على الأرض في سن الثلاثين مباشرة حتى وإن تنزلنا وقلنا أن الفترة الأولى خاصة بالله فقط فهل كانت فترة الأربعين يوما بعد القيامة تخص الله فقط أيضا؟ أم هو دليل ضعف التراث المسيحي؟ قطعا هذا الأخير.

-----

الأناجيل الإزائية لم تتكلم إلا قليلاً فيما يختص لاهوت المسيح(؟):

"يقول القديس أوغسطينوس:

"إن الأربعة أناجيل، أو بالأحرى الأربعة الكتب التي للإنجيل الواحد، نرى فيها القديس يوحنا الرسول ليس بعدم انسحاق من جهة معرفته الروحية يمثل بالنسر الذي ارتفع بتعاليمه أعلى وأكثر سموّاً من الثلاثة أناجيل الأخرى، وارتفاعه بتعاليمه هذه رفع قلوبنا بالمثل. لأن الثلاثة الإنجيليين تمشوا مع الرب على مستوى الأرض كإنسان، أما فيما يختص بلاهوته فلم يتكلموا إلا قليلاً.. أما هذا الإنجيلي -يوحنا- فقد نأى عن الأرض والتمشي فيها، إذ أرعد علينا من علٍ منذ افتتاح حديثه، وحلق مرتفعاً فوق الأرض وكل دائرة الكون أرضاً وسماءً، بل وفوق جيوش الملائكة وكل طغمات القوات غير المنظورة، حتى أتى إلى من خلق العالمين".
إننا بدون إنجيل يوحنا تبدو الثلاثة أناجيل كسؤال يحتاج إلى إجابة.
يقول اكليمنضس: "لما رأي يوحنا أن المظهر البشري قد استوفي في الأناجيل الثلاثة ألَّف (وضع) إنجيله الروحي، وذلك برجاء من أحبائه وباستنارة الروح القدس".

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٦٦

قلتُ: أدرجتُ هذا الاقتباس لما فيه من الزام للمخالف بقلة نصوص التي تبيّن لاهوت المسيح لأن هذا يشكك في مصداقية انجيل يوحنا لما فيه من هذا الاختلاف عنهم وليس اقرار مني لا بقلة النصوص في الأناجيل الازائية ولا بوجودها في الإنجيل الرابع فأنا أقول بعدم وجودها في الأربع أناجيل.

-----

عناوين الأناجيل يبدوا أنها من وضع النسّاخ:

"ثالثاً: عنوانها

هناك عناوين مختلفة تعطي للبشائر وإن كان يبدو أن هذه العناوين وضعها النساخ ولم تكن منذ البداية"

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٦٧

قلتُ: راجع كتاب المدخل إلى العهد الجديد تأليف دكتور موريس تواضروس صـ ١٣

-----

لماذا أربعة أناجيل؟:

"ثانيا: لماذا أربعة بالذّات؟
وأربعة بالذات لأن هذا هو رقم الشمول في المفهوم الكتابي والإنساني:
- هناك أربعة حيوانات غير متجسدين (رؤ ٤: ٧).
- هناك أربعة اتجاهات للأرض.
- هناك أربعة فصول في السنة.
- هناك أربعة أوجه للشاروبيم. وهناك كانت أربعة أنهار تسقي الجنة (تك۱۰:۲).
- وهناك أربعة قرون للمذبح (خر ۲۷ :۲، ۳۰: ۲، رؤ ۹: ۱۳).
- وأربعة أنواع من الذبائح (لا ١-٥)
- وأربع إمبراطوريات تعاقبت السيادة على الأرض في الفترة المسماة أزمنة الأمم (دا ۷:۲)."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٦٨

-----

(بعد شرحه للمشكلة الإزائية) نظريات لحل المشكلة:

"ثانيا.. نظريات لحل المشكلة..

أ- نظرية المصدرين.. تقول بأسبقية إنجيل مرقس مع وجود مصدر آخر سُمّي "Q" من كلمة"Quelle" الألمانية بمعنى مصدر.

ومعنى ذلك أن متى ولوقا أخذا من مرقس + Q وأضافا ما عندهما..
أي أن.. إنجيل متى مكون من (إنجيل مرقس+
Q+ M مصدر خاص بمتي).
وإنجيل لوقا مكون من (إنجيل مرقس +
Q + L .. مصدر خاص بلوقا ..)
ولكن ونحن نناقش هذه المشكلة يجب أن نضع في أذهاننا الخلفيات التي كانت وراء تسجيل الإنجيليين، والتي يمكن أن نحددها في ثلاثة عناصر أساسية هي:

١- إن الإنجيليين كانوا شهود عيان ناقلين للتقليد الذي عاشوه وشاركوا فيه وتلامسوا مع صاحبه، وقد استخدمهم روح الله القدوس في تقديم البشارة الواحدة وكأنه عازف ماهر على قيثارة ذات أربعة أوتار أعطت سيمفونية رائعة. لقد استخدمهم روح الله القدوس وكأنهم "فريق عمل متكامل Teamwork Integrated" ليقدموا لنا شهادتهم.
أ- مدوّنة أو مختصرة: مرقس.
ب- مطوّرة أو مطوّلة: متى، لوقا.
ج- مفسرّة أو مشروحة: يوحنا.

۲- إن الإنجيليين كتبوا بشائرهم في ضوء القيامة، بمعنى أن القيامة هي التي أعطت للأحداث معناها، لأنه لولا القيامة لما كان هناك كنيسة ولا أناجيل."


قلتُ: البابا في الصفحة
٦٨ قال إن كثرة عدد الأناجيل يقوّي شهادتها ليسوع والآن يقرّ بأنهم ينقلون عن بعضهم.

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٧٢؛٧٣

-----

التضحية بالترتيب الزمني:

"
إن الإنجيليين سجلوا كتاباتهم حاملة الشهادة لربنا يسوع على ضوء القيامة، حتى لو أدى ذلك إلى التضحية بالترتيب الزمني. لقد ضحوا كثيراً بالترتيب الزمني للأحداث في مقابل الترتيب الموضوعي.. فالأحداث الرئيسية تأخذ وضعها الزمني الصحيح..

فمثلا.. المعمودية قبل التجربة على الجبل، والتجلي تلي اعتراف بطرس الشهير، وأحداث أسبوع الآلام لأنها وحدة واحدة تقتضي السرد المتواصل.

ولكن من الملاحظ أن عدم الترتيب الزمني غالباً ما يحمل في طياته ترتيباً لاهوتياً، أو على الأقل حقيقة لاهوتية. أنهم لم يهتموا بالتسجيل الزمني أو حتى المكاني للأحداث بل كان قصدهم هو قول الحقيقة بوجهها المادي والروحي..


مثال.. حادثة طرد الباعة من الهيكل:

أ- وضعت في ترتيبها "الزمني" في الأناجيل الثلاثة الأولى (مت ۲۱: ۱۲، ۱۳، مر۱۱: ۱٥-۱۹، لو ۱۹: ٤٥ - ٤٨).
ب- وضعت في ترتيبها "اللاهوتي" في إنجيل يوحنا (يو۱۲:۲- ۲٥) وذلك لأنها كعمل رمزي لحياة يسوع كلها.

والخلاصة..

إن الأفضلية كانت عندهم هي للترتيب حسب المواضيع وليس حسب الزمن، ولذا نراهم يجمعون أقوال وأحداث وقعت في فترات زمنية متفاوتة ويجمعونها في مجموعة واحدة.

مثال.. الموعظة على الجبل والأمثال والعجائب التي تلتها.
(...)
إن البشائر ليست تاريخاً زمنياً مرتباً لحياة السيد المسيح..
فبصفة عامة لم تلتزم البشائر بالترتيب الزمني للأحداث إلّا في موضوعين فقط
هما:

أ- أحداث الميلاد المجيد.
ب- أحداث أسبوع الآلام والقيامة المجيدة.
"


مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٧٤؛٧٦؛٧٨

-----

قصر إنجيل مرقس:

"الملامح الرئيسية لإنجيل مارمرقس:
أ- مختصر وسريع في سرده الإنجيلي ..

فهو أقصر الأناجيل الأربعة إذ يتكون من ١٦ أصحاح فقط، وجميع ما رواه مرقس مروي في إنجيل متى ولوقا منفردين أو مجتمعين ما عدا فقرات قليلة، حتى أن البعض يتوهم أن إنجيل مرقس ما هو إلا مختصر إنجيل متى.
يعتبر الأقرب إلى الأحداث من سائر الأناجيل بمعنى أنه مأخوذ من الواقع إذ يقدِّم لقطات سريعة عن حياة الرب يسوع ويقدمه في صورة الخادم المتألم. ولذا تستغرق قراءة هذا الإنجيل دُفعة واحدة مدة ساعة فقط.

جاء هذا الإنجيل صغيراً في حجمه وبلا مقدمات، مركزاً على أعمال السيد المسيح أكثر من عظاته لأنه لم يكتب لرجال متدينين (كاليهود) ولا لرجال الفلسفة (كاليونان) بل للرومان رجال العمل والعنف والقوة.

وجدير بالذكر أن كلمة "للوقت" ترد فيه (٤٢ مرة) بينما لا يستخدمها متى إلا (۷ مرات) ولوقا (مرة واحدة) وإذ كان يهتم بتسجيل أعمال المسيح أكثر مما يسجل أقواله، لذلك فليس غريباً أن نراه يتغاضى عن السنوات الأولى التي خلت من الأحداث ويفتتح إنجيله بحادثة العماد المقدس."


مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ١٢٥: ١٢٦

قلتُ: بالفعل توّهم التقليد نتيجة لذلك أن انجيل متّى يسبق مرقس (راجع المدخل إلى تفسير العهد الجديد إعداد جورج فرج صـ ١٠٦: ١١٧)

-----

معجزات يسوع تمجيد لله دون أي تمجيد شخصي:


"سمات المعجزات التي صنعها السيد المسيح:
١- كانت تتم بكلمته البسيطة (مجرد كلمة) (مر١:
۲۷،۱۱:۲) أو بلمسة (مر ٥: ٤١) دون استخدام أي أدوات.
٢-
كانت تهدف إلى تمجيد الله (لو ٧: ١٦) دون أي تمجيد ذاتي أو شخصي.
٣- كانت إعلان عن محبة الله أمام المعاناة البشرية (مر ١: ٤١، ٨: ٢
).
٤- كانت تتميم لوعود العهد القديم بمجيء أزمنة الخلاص عنا ما يشفي الله أجساد البشر كما أرواحهم أيض (لو۲۲:۷، إش ۲۹: ۱۸- ۱۹، ٣٥: ٥- ٦، ١:٦۱).
٥-
كانت تهدف إلى قيادة الإنسان إلى الإيمان بقوة الله الخلاصية (مر۹: ۲۳)، لقد أرجع الفريسيون هذه القوة إلى الشيطان (مر ۲۲:۳) ولكن بالنسبة للذين شاهدوا ورأوا بعيونهم فقد كانت أعمال المسيح العجزية تتهم وتكملي وعودة، وتوقظ الإيمان به فيهم وتثبته.
وكل ما ينطبق على معجزات المسيح ينطبق على المعجزات في الكنيسة الأولى وكان هذا شاهدا على أن نفس القوة التي عمل بها المسيح منجزاته كانت تعمل في تلاميذه وتثبت رسالة الخلاص وتحذر من دينونة الله."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ١٣٦

-----

الدليل الداخلي لإنجيل يوحنا:


"لا يذكر الإنجيل الرابع اسم كاتبه، لا بل يُعبِّر عن بعض الرغبة في التستر بهذا الشأن، إلّا أنه في نهاية الإنجيل (۲۱: ۲٤) توجد إشارة صريحة على شخصية تلميذ معين كان يشهد لهذه الأمور ويدونها (راجع ۲۱: ۲۰، ۲۰: ۲- ۱۰)، لقد كان حبيب يسوع المُفضّل، وكل ما ذكره عن نفسه في بشارته كان تحت وصف "الذي كان يسوع يُحبّه" وقد تكرّرت خمس مرّات (۱۳: ٢٣ ،١٩: ۲٦ ،۲:۲۰،٢١: ٧: ٢٠)
ما يؤيّد هذه الشهادة هو الصمت الذي يحيط في داخل الإنجيل نفسه عن ولدي زبدي، وهذا الصمت يثير الدهشة من ناحيتين:
أ- من المعلوم أن الشقيقين (يعقوب ويوحنا) يحتلان مكانة مُميّزة في الأناجيل الثلاثة السابقة (المتوافقة).
ب- من المعلوم أيضاً أن الإنجيل الرابع هو الذي يأتي على ذكر أكبر عدد من أسماء الرسل.
واللغز الناجم عن هذا الصمت حول ولدي زبدي يصبح محلولاً إذا كان كاتب الإنجيل هو أحدهما ولا يجوز سوى أن يكون يوحنا صاحب الوضع المميز.
لقد كان يوحنا الرسول تلميذاً ليوحنا المعمدان أولاً (يو١: ٣٥ - ٤٠) مع آخرين مثل أندراوس أخو سمعان بطرس ... وقد أرشدهما المعمدان إلى تبعية السيد المسيح.
ولقد أبرز يوحنا الرسول اسم رفيقه أندراوس،
ولكنه أخفى اسمه هو، تواضعاً منه وإنكاراً لذاته ... تماماً كما فعل القديس لوقا الإنجيلي حينما ذكر واقعة تلميذي عمواس (لو ٢٤ : ۱۳ - ۱۸) وذكر اسم رفيقه كليوباس ولكنه أخفى اسمه."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ
١٦٠؛١٦١


قلتُ: راجع كتاب قراءات في إنجيل يوحنا تأليف الأب دوناسيان ملا اليسوعي – دار المشرق بيروت صـ ٥: ٧

-----

تكوّن إنجيل يوحنا على مراحل:


"لقد كتب القديس يوحنا الرسول وهو في سن شيخوخته الأخيرة وفي مدينة أفسس بأسيا الصغرى وفي نهاية القرن الأول الميلادي.. كتب إنجيله، ومن المحتمل أن عمله هذا (الإنجيل) قد تكوّن على مراحل حتى اكتمل."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ١٦٢

"لمحات قصيرة موجزة تتناوب مع آيات وعظات ذات طابع لاهوتي مع تقديم الشرح المناسب لها، ونلاحظ أن إنجيل يوحنا بدون المقدمة (يو١ :۱- ۱۸) يبدو كتاباً يهودياً، ولكن بإضافة المقدمة يتضح أنه يتناسب مع العالم اليوناني، ولذلك فمن المحتمل أن المقدمة أُضيفت على العمل الأصلي -بعد ذلك- لجذب مزيداً من القراء، كذلك الأصحاح الأخير (۲۱) ربما أُضيف بعد انتهاء الكتابة كما يتضح من الآيات الأخيرة في (يو ۲۰ :۳۱-۳۰). هذه الأمور تجعلنا نقول أنه من المحتمل جداً أن هذا الإنجيل قد تكوَّن على عدة مراحل."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ١٦٧

قلتُ: راجع بحث أخينا أبو عمّار الأثري (القول المبين في تحريف الإصحاح الحادي والعشرين دراسة كاملة موثقة حول تحريف الإصحاح ٢١ من إنجيل يوحنا الحالي) وفيديو أبو عمر الباحث (كارثة في أول إنجيل يوحنا! لماذا تخفي الكنيسة هذه الحقيقة منإنتاج قناة مكافح الشبهات على يوتيوب) للاستزادة في باب إضافة المقدمة والخاتمة.

-----

من أراد أن يفهم الإنجيل عليه أن يتكئ على صدر يسوع:

"ويُعتبر إنجيل يوحنا (البشارة الرابعة) هو "إنجيل الأناجيل" و"قدس أقداس العهد الجديد" ويُشبِّهه القديس اكليمندس السكندري بـ "الروح" بينما الأناجيل الثلاثة الأخرى بالجسد فيقول: "إذا كانت البشائر الثلاث الأولى بمثابة الجسد فإن البشارة الرابعة بمثابة "الروح" وقد سمّاه بعض الآباء "حضن المسيح" لذلك يقول أوريجانوس: "من أراد أن يشرح هذا الإنجيل أو يفهمه عليه أن يتكئ على صدر يسوع وأن يأخذ العذراء شفيعة له."


مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ
١٦٢

قلتُ: هذه عقيدة مجمل النصارى، وهي أنك لن تفهم الكتاب وحتّى العقيدة أيضا بدون أن تعتبر يسوع إلّهاً ثم بعدها ستفهم ولن تشعر بأي مشاكل كتابية أو عقدية (على حد قولهم).

-----

عقائد هرطوقية:


"أ- الغنوسيين:
هو اسم مشتق من كلمة "غنوسيس" اليونانية ومعناها "المعرفة" لأنهم ادعوا إنهم استطاعوا أن يعرفوا الله بالعقل وحده، ومن ثم اشتهروا بأنهم "العارفون بالله" وقد زعموا أن ثمة عنصرين أساسيين في الكون هما الخير والشر وأن الروح من عنصر الخير وأما الجسد المادي فمن عنصر الشر وهو سجن للروح تظل معتقلة فيه إلى حين، كما زعموا أنه ليس ثمة إله واحد للكون وإنما آلهة كثيرون ذو درجات متفاوتة فلا يمكن أن يتصل بالعالم المادي منهم إلا أصحاب الدرجة الرابعة، وقد زعموا أن السيد المسيح ليس إلَّا واحداً من أولئك الآلهة الذين هم في الدرجة الرابعة، ومن ثم استطاع أن ينزل إلى العالم ويتصل بالمقيمين فيه من بني البشر وقد حل ذلك الإله في جسد يسوع الناصري عند العماد ثم فارقه قبل الصلب فكان الذي علّقه اليهود على الصليب هو جسد يسوع الإنسان، وأما المسيح الإله انطلق إلى عالم الآلهة الذين هم من درجته.
(...)
ب- الدوسيتيين: (Docetists)
وقد عجزت عقول أولئك القوم عن أن تستوعب عقيدة الفداء الإلهي للبشر ومن ثم استكثرت على المسيح الإله أن يخضع للموت على الصليب لعدم فهمها للطبيعة الحقيقية للسيد المسيح الإله الكامل والإنسان الكامل في الوقت نفسه، فزعمت أن جسد السيد المسيح لم يكن جسداً حقيقياً كأجساد سائر البشر وإنما كان جسداً غازياً أو أثيرياً ومن ثم كانت آلامه على الصليب آلاماً ظاهرية فحسب كما كان موته موتاً ظاهرياً أيضا وليس موتاً حقيقياً كما يموت الإنسان الطبيعي.

ج- الإبيونيين:
نسبة إلى كلمة "إبيون
Ebyon" ومعناها "مسكين" وإذ لم يفهم أولئك الإبيونيين الطبيعة الإلهية للسيد المسيح عدُّوه نبياً عادياً يشبه موسى وغيره من أنبياء اليهود فلم يكن له وجود قبل التجسد في أحشاء السيدة العذراء مريم وبذلك أنكروا لاهوته وأزليته.
د. قوم من تلاميذ يوحنا المعمدان:
ظلوا على ولائهم لهذا النبي فاعتبروا أن السيد المسيح ليس إلّا تلميذاً ليوحنا ومن ثم أنكروا لاهوته ويذلك أنكروا العقيدة المسيحية من أساسها.
(...)
 الغنوسيين / العارفين بالله: وهم الذين اعتقدوا بإمكانية الحصول على الخلاص بواسطة المعرفة وأن المسيح إله من الدرجة الرابعة.
الدوسيتيين / القائلون بالخيالية: وهم الذين اعتقدوا بأنه لم يكن للمسيح جسداً حقيقياً وبالتالي كان تألمه وموته ظاهرین.
الأبيونيين/المساكين: وهم الذين اعتقدوا أن السيد المسيح مجرد ابن داود بدون وجود قبل التجسد وكأنه نبي ممتاز.
قوم من تلاميذ يوحنا المعمدان: وهم الذين اعتقدوا أن السيد المسيح تلميذاً ليوحنا المعمدان ومن ثم أنكروا لاهوته وبالتالي أنكروا العقيدة المسيحية من أساسها."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ١٦٣: ١٦٥

-----

القديس يوحنا ساخط على التعاليم الهرطوقية:

"
كان من زعماء الغنوسيين رجل آخر يدعى كيرنثوس كان يختلف مع النيقولاويين في تحديد الدرجة التي منها المسيح الإله ولكن كان يتفق معهم في أن ذلك الإله حل على يسوع الناصري عند العماد وغادره قبل الصليب: وكيرنثوس هذا الذي نعرف عنه أن القديس يوحنا حذّر المؤمنين من البقاء معه في أحد الحمامات العامة حين عَلَم أن هذا الرجل بداخله وذلك من فرط سخطه على تعاليمه الهرطقية، وكان أيضا من زعماء الغنوسيين الذين يعتنقون مثل هذه الأفكار أشخاص آخرون ذاعت شهرتهم ومنهم فالنتينوس ومرقيانوس."

قلتُ: هذا الاقتباس مُشْكل في ضوء تفسير النصارى لنص أحبوا أعدائكم.

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ
١٦٣؛١٦٤

-----

الشيطان رئيس هذا العالم (تعليقا على نص يوحنا ١٤: ٣٠):


٣٠ إن رئيس هذا العالم هو الشيطان وتعني هذه الآية أنه يحرك الذين قاموا على الرب لكي يصلبوه كما أنه يملك على النفوس الخاطئة وهو يرتد خائبة عن الرب يسوع."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ١٩٨

-----

اقتصار السامريين على الإيمان بأسفار موسى الخمسة:

"مدينة السامرة:

هي عاصمة مملكة إسرائيل الخاطئة، وهي المدينة التي كثرت فيها المرتفعات لعبادة الأصنام ولم يقف الموضوع عند هذا الحد بل أنكرت كل الأسفار التي كتبها داود وسليمان وكل أسفار التاريخ والنبوات الخاصة بملوك وأنبياء يهوذا.

ولذلك كان إيمانهم مقتصراً على أسفار موسى الخمسة فقط مع ابتعادهم عن هيكل سليمان وذبائح الكهنوت اللاوي وخدمته."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٢٥٥

-----

نص يوحنا ١٧: ٣ حديث بين يسوع والآب:

"أ- الحديث إلى الله الآب (١-٥).

١- "هذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلتَهُ" (ع ٣).
كيف ننال الحياة الأبدية؟
- بمعرفة الله الأب ذاته عن طريق ابنه يسوع المسيح.
- وتستلزم الحياة الأبدية منا أن ندخل في علاقة شخصية مع الله بيسوع المسيح."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٢٦٥

-----

نص يوحنا ٢١: ٢٣ عن موت يوحنا:

""لم يَقُل له يسوع إنه لا يموت" (ع ۲۳).
يقول التقليد أن يوحنا بعد أن أمضى سنوات عديدة منفياً في جزيرة بطمس عاد إلى أفسس حيث مات شيخاً في نهاية القرن الأول الميلادي."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٢٦٩

قلتُ: فكيف يكون هو نفسه كاتب الإصحاح ٢١ ويتكلم عن موت نفسه؟

-----

خوف الأوائل من أن تُستخدم قصة المرأة الزانية كمشجع للانحلال الخلقي تَسَبب في غيابها من بعض المخطوطات:

" بعض الآباء في الغرب أكَّدوا هذه القصة أمثال جيروم وأُغسطينوس وأمبروسيوس، ويقرأون هذه القصة في ٨ أكتوبر من كل عام تذكار عيد القديسة بيلاجية (في الغرب)، ويكشف هؤلاء الآباء عن سبب غياب هذه القصة في بعض المخطوطات الأخرى هو خوف الأوائل من استخدام القصة كمشجع للانحلال الخلقي أو إنها ذريعة للإباحية كما يقول أغسطينوس.
أمّا الآباء في الشرق فقد كانوا أكثر تحفظاً فامتنعوا عن شرحها أو الرجوع إليها أو حتى ذكرها بالمرة، أمثال: أوريجانوس - ذهبي الفم - كبريانوس."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٢٧٦

قلتُ: قارن هذا بما قاله متّى المسكين في كتابه الإنجيل بحسب القديس يوحنا دراسة وتفسير وشرح الجزء الأول من الإصحاح الأول إلى الإصحاح الثاني عشر دير القديس أنبا مقار صـ ٥٠٩

-----

الاختلاف في تفسير امتحان اليهود ليسوع:

"لقد استغلوا عار امرأة شرقية كأداة لامتحانه ...
كان قصدهم من تلقيبه بالمعلم هو التغطية لإخفاء مخططهم وخدعتهم الخبيثة ذات الحدين:
أ. لو أنه أطلق المرأة دون أن يحكم عليها بالرجم فإنه يكون قد تنكر لناموس موسى = جاحد للناموس الموسوي.
ب. ولو أنه أفتى بتطبيق ما ينص عليه الناموس، فإنه يكون قد هزأ بالقانون الروماني وجرأ الناس على الخروج عليه = ثائر على السلطة الحاكمة.
من جهة أخرى:
أ- إن حكم المسيح على المرأة (بحسب الناموس) وقُتلت أمام عينيه وبحكم منه ... يكون قد انحرف انحرافا هائلا عن مستوى الحب والرحمة والفداء = كسر مبدأ الرحمة والحب / أين الرحمة ..؟
ب- وإن حكم عليها بمقتضى الرحمة والحب يكون قد تجاهل الناموس ... ويكون المسيح بذلك مستحقاً القتل = كسر الناموس / أين العدل ..؟
بمعنى آخر:
 أ- إن هو أدان المرأة قالوا عنه إنه قاسي. وهذا ينافي قوله عن نفسه بأنه رحيم جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك (لو ۱۰:۱۹) = قاسي القلب.
ب- وإن هو أطلق المرأة فإنه يكون قد نقض الناموس وهو الذي قال قبلاً "ما جئت لأنقض بل لأكمل" = كاسر الناموس / وأُتهم بالتساهل."

مفتاح العهد الجديد الجزء الأول تأليف البابا تواضروس الثاني ط٢ صـ ٢٧٧

قلتُ: تفيد في الرد على شبهة الاختلاف في تفسير الآيات القرآنية.

-----


وشكرًا


هناك تعليق واحد: